الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة أسوة بسابقيه في المنتخب : جورج يغنّي النشاز...

نشر في  15 ماي 2014  (17:06)

بعد نجاحه في الاختبار المبدئي المتعلق بالتواصل، كان اليوم البلجيكي جورج ليكنز مدرب المنتخب الوطني في نزال من العيار الثقيل متعلّق أساسا بالاختيارات الفنية بعد زهاء الشهر ونصف الشهر من المعاينة والتنقلات المكوكية من ملعب الى آخر، وذلك على هامش كشف قائمة المدعوين الى مواجهة سيول الودية ضد منتخب كوريا الجنوبية الذي يستعدّ لمونديال الكبار..أما عن أنفسنا فانها لن تكون عدا مجرّد رحلة سيمتزج فيها الترفيه ببعض النفع المادي القليل..
قلنا ان الأنظار سلّطت على ليكنز لمعرفة مدى تحرّره من بوتقة وأغلال التوصيات وهامش الاختيارات الضيّق والولاء لبعض الأسماء..ثم الأهم حقيقة موقفه ومدى ولائه لجامعة الكرة خاصة فيما يتعلّق مثلا بياسين الشيخاوي الذي استعاد عافيته في زوريخ..بيد أن خلافه حول المستحقات مع الجريء تحديدا فرض "تغييبه"، وكذا الحال بالنسبة الى حمدي الحرباوي المرفوض من المكتب الجامعي بعد كشفه لهنات وتجاوزات ما أنزل بها من سلطان..غير أن ليكنز رفض شقّ عصا الطاعة عن "مؤجّريه" وخيّر -اعتمادا لمبدأ السلامة الدفاعية كما يقول بعض الزملاء الأعزاء من المعلقين- خيّر الانصياع الى أوامرهم بما أن عودة هدّاف لوكيرن البلجيكي كانت مرتبطة لدى المكتب الجامعي بشرط الاعتذار..وهو ما رفضه اللاعب..
وبعيدا عن حالة الحرباوي حتى لا تحتكر مساحة كبيرة، فان قائمة الاختيارات خلّفت لغطا كبيرا مردّه نزوع البلجيكي الى استدعاء من تهاوت معنوياتهم بين الخليج وأوروبا في موسم ذو حصاد هزيل وللنسيان لكلّ من صابر خليفة وعمار الجمل وشادي الهمامي وعصام جمعة على وجه الخصوص..مقابل التغاضي عن أسماء تتّقد حيوية ونشاطا ومتعطشة الى تقمّص زي المنتخب على غرار نزار العيساوي ونضال سعيّد وآدم الرجايبي وغيرهم ممن سقطوا من الذاكرة..
ليكنز سار أيضا على درب سابقيه ممن أكرموا وفادة ستيفان ناطير وفابيان كاميس وهما في "أرذل العمر كرويّا" وأحدثا ضجة من عدم على هامش حادثة التجنيس قبل رباعية الكامرون..هذا دون تناسي الرفع من أسهم ياسين الميكاري الذي حلّ وكيل أعماله مؤخرا بتونس بحثا عن تقاعد مريح للاسم المذكور بين احدى الحديقتين أ أو ب..
في نفس الرواق حلّ لاعب مجهول النسب -كرويّا طبعا- يدعى سليم بن جميع ويحترف اللعب مع لافال الفرنسي في الدرجة الثانية الفرنسية..وللاشارة فان استدعاء بن جميع تزامن أيضا مع ورود أنباء عن قرب تعاقده مع الترجي وهذا كاف لاثارة الضجيج واللبس عن زمن دعوته الى التربّص وعدم التفطّن سابقا الى نبوغه الكروي المفترض..
نشاز ليكنز -أو من أمروه بذلك تحديدا- تواصل باستدعاء عاطف الدخيلي الذي يلاقي انتقادات بعدد شعر الرأس في الافريقي الباحث عن بديل له بامكانه تأمين حراسة الأخشاب..وفي وقت انتظر فيه الملاحظون استدعاء حارس الشبيبة علي القلعي أو زميله في قابس سامي هلال، فان هديّة من السماء حلّت على "دخيلي الافريقي" من حيث لا يدري...
نواصل مع مسلسل المفاجآت في القائمة الباهتة بلا لون ولا رائحة لنصل الى خالد القربي-والذي سيحتلّ طبعا بالمناسبة "مانشات" عديد العناوين المحتفلة بعودته الى مجموعة المنتخب-، فهذا اللاعب لاقى صدّا جماهيريا حتى من أنصار الافريقي ممن انتقدوا كثرة قلة انضباطه الكروي وكثرة تعرّضه الى الاقصاء بشكل جعله يغيب عن التشكيلة أكثر ممّا لعب..ومع ذلك احتل مكانا تحت مجهر ليكنز..ولا عيب في الأمر طالما أن وكيل أعمال القربي هو من جاء بليكنز الى تونس..وهذه تغافل المكتب الجامعي عن التستّر عليها حتى لا تظهر الفصول الدرامية واضحة للعيان...
جماعة المنتخب والذين تلاحقهم تهمة الرفع من الأسهم سرّا وعلانية، تغاضوا عن أسماء يافعة كمعز حسان الذي يبرز بقوة بين أخشاب نيس الفرنسي..وكذلك فعلوا مع كريم الرقيق الذي يلعب لفينورد روتردام الهولندي..ولكنهم نبشوا بين السطور لاستقدام بلال المحسني من سكوتلندا وحاولوا مرار استقدام يوهان بن علوان..رغم أنه رفضنا ولعلّ كلّ ما يعرف عنه هو تورطه في شبهة قضية الاغتصاب..ومع كل ذلك مازال جماعة المنزه ومناصريهم لم ييأسوا، بل انهم يستبشرون خيرا بدماء جديدة ونسائم خير هبّت رياحها على نسور قرطاج...
هذه المؤشرات لا تخدع..وتثبت أن ليكنز ليس الاّ مجرّد "فيغيرون" واسم كرتوني جيء به ليوضع في منظومة تسيّرها الأهواء والعلاقات والمصالح..وبالتالي لا ريب في أن تقفر الملاعب والمدارج من أحباء المنتخب وأن يتوجّه كل اهتمامهم الى الأندية أو حتى المنتخبات العالمية في وقت ساءت فيه الظنون والنوايا الحقيقية...

طارق العصادي